البحر المتدارك: تعريفه وخصائصه
تعريف البحر المتدارك
البحر المتدارك هو البحر السادس عشر من بحور الشعر العربي العمودي. أضافه الأخفش الأوسط (سعيد بن مسعدة) إلى البحور الخمسة عشر التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي، ولذلك سُمّي بـ"المتدارك"، حيث تدارك به ما فات الخليل. يُعرف البحر المتدارك أيضًا باسم "الخبب" و"المُحدَث"، ويتميز بإيقاعه السريع والمتدفق.
سبب التسمية
- المتدارَك (بفتح الراء): لأن الأخفش تدارك به على الخليل الذي لم يذكره.
- المتدارِك (بكسر الراء): لأنه التحق بالبحر المتقارب، بتقديم السبب على الوتد.
- الخبب: تشبيهًا له بخبب الخيل في حركتها السريعة.
- المُحدَث: لأنه أُضيف بعد زمن الخليل.
وزن البحر المتدارك
الوزن الأساسي للبحر المتدارك يتألف من تكرار تفعيلة "فَاْعِلُنْ" أربع مرات في كل شطر، وهو كالتالي:
فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ
فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ
التقطيع العروضي:
/0//0 /0//0 /0//0 /0//0
مفاتيح البحر المتدارك
-
المتدارك:
أخفشٌ مدركٌ مطمعٌ نائلُ
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلُ -
المُحدَث:
حركاتُ المُحدَثِ تنتقلُ
فعلن فعلن فعلن فعلُ -
الخبب:
خببًا ذهبتْ تمشي الإبلُ
فعلن فعلن فعلن فعلُ
عروض البحر المتدارك وأضربه
في صورته التامة، للبحر المتدارك عروض واحدة وضرب واحد، وكلاهما "فَاْعِلُنْ". يمكن أن تصيب التفعيلات بعض الزحافات، مثل:
- الخبن: حذف الثاني الساكن من "فَاْعِلُنْ" لتصبح "فَعِلُنْ".
- التشعيث: حذف الحرف الأول من الوتد المجموع في "فَاْعِلُنْ" لتصبح "فَاعِلْ".
أمثلة شعرية
- مثال على الوزن التام (فَاْعِلُنْ):
يا ليلُ الصبُّ متى غدُهُ
أقيامُ الساعةِ موعدُهُ
التقطيع العروضي:
يا لي لُص صب بُ متى غدُهُ
أقي يا مس سا عةِ مو عدُهُ
التفعيلات:
فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ
فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ
- مثال على مجزوء البحر المتدارك:
قفْ على دارِهمْ وابْكِ عينْ
بينَ أطلالِها والدِّمنْ
التقطيع العروضي:
قفْ عَلى دارِهِمْ وابْكِ عينْ
بينَ أطْلا لِها والدِّمنْ
التفعيلات:
فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ
فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ فَاْعِلُنْ
ملاحظات مهمة
- البحر المتدارك قليل الاستخدام في الشعر العربي القديم، وغالبًا ما تكون أمثلته الشعرية مصطنعة أو مجهولة المصدر.
- يُعتبر البحر المتدارك من البحور الشائعة في الشعر الحديث، نظرًا لإيقاعه السريع وسهولة توظيفه.
المراجع
No comments:
Post a Comment