حركات حروف القافية ست هي: (1) الْمَجْرَى: وهو حركة حرف الرَّوِِيّ المطلق (المتحرك) [ضمة أو فتحة أو كسرة]؛ وإنما سمي بذلك لأن الصوت يبتدئ بالجريان في حروف الْوَصْل منه. مثال ذلك: إن الرسول لنورٌ يستضاء به ** مهندٌ من سيوف الله مسْلُوْلُ فتًى عِيشَ في معروفه بعد موتهِ ** كما كان بعدَ السيلِ مجراهُ مَرْتَعَا لا تَسقنيْ ماء الحياةِ بذلةٍ ** بلْ واسقني بالعزِّ كأسَ الحَنْظَلِ (2) النفاذ: وهو حركة هاء الْوَصْل المتحركة: [فتحةً أو ضمةً أو كسرةً]، وعللوا التسمية بأن النفاذ هو الانقضاء والتمام وبهذه الحركة تتم الحركات وتنقضي. مثال ذلك: لاتركنَنَّ إلى الدنيا وما فيها ** فالموتُ لا شكَّ يفنينا وَيُفْنِيْهَا قَدْ قسَّم اللهُ بين الخلقِ رزقَهُمُ ** لم يخلُقِ اللهُ من خَلْقٍ يُضَيِّعُهُ وإنْ بابُ أمرٍ عليك التوى ** فشاورْ حكيمًا ولا تَعْصِهِ (3) الْحَذْو: وهو حركة الحرف الذي قبل الرِّدْف، وسميت هذه الحركة بذلك لأنها تحاذي غالبا الرِّدْف الذي بعدها. مثال ذلك: إذا عدوُّك لم يظهر عداوتَه ** فما يضرُّك إنْ عاداك إِسْرَارَا ما عاش من عاش مذموما خصائله ** ولم يمت من يكن بالخير مَذْكُوْرَا ولستُ أرى السعادة جمع مالٍ ** ولكنَّ التقيَّ هو السعِيدُ (4) الرَّسّ: هو حركة ما قبل ألف التَّأْسِيْس فلا يكون إلا فتحة، والرس الثبات وسميت بذلك لأنها ثابتة على حال واحدة. مثال ذلك: إذا كان غيرُ الله للمرء عدةً ** أتته الرزايا من وجوهِ الفَوَاْئِدِ (5) الإشباع: هو حركة الدَّخِيْل في القافية المطلقة والمقيدة، وسمي بذلك لأنه ليس قبل الرَّوِِيّ حرف مسمى إلا وهو ساكن، يعني التَّأْسِيْس والرِّدْف فلما جاء الدَّخِيْل متحركا مخالفا للتأسيس والرِّدْف صارت الحركة فيه كالإشباع له؛ وذلك لزيادة المتحرك على الساكن لاعتماده بالحركة وتمكنه بها. مثال ذلك: وكن رجلا سهلَ الخليقة في الورى ** وشيمتهُ إن أغضبوه التَّسَاْمُحُ يا نخلَ ذاتِ السدرِ والجراوِلِ ** تطاوَلي ما شئتِ أن تطاوَلِيْ له حاجبٌ عن كل أمر يَشِيْنُهُ ** وليس له عن طالب العُرْفِ حَاْجِبُ (6) التوجيه: وهو حركة ما قبل الرَّوِِيّ المقيد (الساكن) شريطة ألا يكون في القافية دخيل، أي ينبغي ألا تكون القافية مؤسسة؛ وسمي بذلك لأن الشاعر له الحق أن يوجهه إلى أي جهة شاء من الحركات. مثال ذلك: إذا كنتَ في نعمةٍ فارْعَهَا ** فإنَّ المعاصيْ تزيلُ النِّعَمْ العبدُ حرٌ إن قنِعْ ** والحرُّ عبدٌ إنْ طَمِعْ إذا عَزَّ يومًا أخُوْ ** كَ في بعضِ أمرٍ فَهُنْ |
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه وصلوات ربي وتسليماته على رسوله الكريم وصحابته وتابعيه بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد ، هذا دليل مختصر لكل من دارسي علم العروض أو لمن يريد تعلم كتابة الشعر أو مراجعة وتصحيح وضبط كتابته وأرجو أن تعم به الفائدة والنفع للجميع وأرحب بأي ملاحظة لتحسين المحتوى والله من وراء القصد
حركات حروف القافية
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
موضوعات تم تصفحها مؤخرا
مدخل إلى بحور الشعر العربي
البحور وتفعيلاتها البحور: هي الأوزان الشعرية أو الإيقاعات الموسيقية المختلفة للشعر العربي، وسمي البحر بهذا الاسم ؛ لأنه أشبه البحر الذي ...
موضعات شائعة
-
دائرة البحر الخفيف: انظر دائرة البحر السريع. وزن البحر الخفيف بحسب الدائرة العروضية: فَاْعِلاتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ فَاْعِلاتُنْ ** فَاْعِلاتُ...
-
البحر المتدارك: تعريفه وخصائصه تعريف البحر المتدارك البحر المتدارك هو البحر السادس عشر من بحور الشعر العربي العمودي. أضافه الأخفش الأوسط (س...
No comments:
Post a Comment